الجنون فنون ... هذه عبارة صحيحة بشكل كبير ، ولكن ما فعله هذا الطبيب الإندونيسي أمر أبعد حتى عن الجنون ، من الممكن أن يقضى الفرد جزء كبير من وقته داخل الحمام ، هناك من يحب قراءة الجرائد أو حتى شرب القهوة وهو جالس على قاعدة التواليت ، ولكن أن تستخدم التواليت ذاته كوسيلة لتقديم الطعام أمر من الصعب وصفه ، ففي طريقة مبتكرة ومقززة فى نفس الوقت قام أصحاب أحد المطاعم فى جزيرة جاوة بإندونيسيا بتقديم الأطعمة لرواد المطعم فى أطباق وأوانى تشبه مراحيض القرفصاء " البلدى"
، وهى الفكرة التى لاقت قبول من البعض رغم غرابتها، حيث يقدم اللحم والحساء فى هذه الأوانى داخل المطعم الصغير بمدينة سيمارانج فى جزيرة جاوة . يقدم "كافيه جامبان" أو "مقهى المرحاض" الكائن في مدينة سيمارانج عاصمة جاوة الوسط إحدى مقاطعات إندونيسيا، لرواده الأطعمة والمشروبات في أواني على هيئة مراحيض مثبته على طاولات، ويجلسون على مقاعد لها نفس الشكل أيضًا. وتعود فكرة تنفيذ هذا المطعم إلى مبادرة من مؤسسة "واهانا باكتي سيجاهتيرا" التي أسسها الطبيب "بودي لاكسوتو" مؤسس المطعم لتوعية الناس بأهمية استخدام المراحيض لقضاء الحاجة بدلاً من الأماكن المفتوحة، وجاءت هذه المبادرة بسبب فقر استخدام الشعب الإندونيسي لاستخدام المراحيض، حيث أثبتت الإحصائيات أن هناك 24 مليون أسرة في إندونيسيا لا يمتلكون مراحيض في منازلهم. وذكر مؤسس المطعم الطبيب بودي لاكسوتو لـ"وكالة الأنباء الألمانية"، أنه أراد أن يكون مشروعه بهذا الشكل لرفع الوعي حول دور دورات المياه في الوقاية من عدد من الأمراض المحلية القاتلة، وأضاف :"في إندونيسيا، لا تزال 24 مليون أسرة بدون مراحيض،
ويتوفى الأشخاص بأمراض الإسهال والتيفويد والقولون" ، موضحًا أن المقهى مفتوح لساعتين فقط يومياً ولا يستقبل سوى الزوار الذين لهم حجز مسبق. وقالت منظمة الصحة العالمية عام 2014 إن نحو 63 مليون إندونيسي ما زالوا يقضون حاجتهم في أماكن مفتوحة، لتأتي إندونيسيا في المركز الثاني في ذلك بعد الهند التي يصل فيها العدد إلى 626 مليون شخص.